ملخص المقال
كشمير هي المنطقة الجغرافية الواقعة ما بين الهند وباكستان والصين في شمال شرق آسيا, وتاريخيا تعرف كشمير بأنها المنطقة السهلة في جنوب جبال الهملايا من
كشمير هي المنطقة الجغرافية الواقعة ما بين الهند وباكستان والصين في شمال شرق آسيا, وتاريخيًّا تعرف كشمير بأنها المنطقة السهلة في جنوب جبال الهملايا من الجهة الغربية.
تتمتع كشمير بموقع استراتيجي بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا؛ حيث تحدها أفغانستان من الجهة الشمالية الغربية، وتركستان الشرقية من الشمال، ومنطقة التيبت من الشرق، ومن الجنوب كل من محافظة هيماشال برادش ومنطقة البنجاب الهنديتين، ومن الغرب إقليما البنجاب وسرحد الباكستانيين.
تبلغ مساحة كشمير الكلية (86023) ميلاً مربعًا، يقسمها خط وقف إطلاق النار لعام (1949م), الذي يطلق عليه اليوم خط الهدنة، وفقًا لاتفاقية سملا لعام (1972م)، حيث إن (32358) ميلاً مربعًا منها يشمل الجزء المحرر, ويُسمى ولاية جامو وكشمير الحرة، و(53665) ميلاً مربعًا منها تحت الاحتلال الهندوسي, ويطلق عليها ولاية جامو وكشمير المحتلة.
تشتهر كشمير على امتداد العالم بجمالها الأخاذ, وتعتبر شرينجار العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير، ويقال: إن الإمبراطور أشوكا (232 – 72 ق.م) هو الذي قام ببنائها، ويتدفق نهر الجهيلم عبر وسط شرينجار، وفوقه تسعة جسور، تربط الجزأين.
وفي وسط المدينة ربوة صغيرة, ولكنها رائعة الجمال يطلق عليها ربوة هاري باربات، وتقول الأسطورة: إن الإلهة بارباتى ألقت في وجه الأرواح الشريرة؛ لتدمرها وفي المنطقة التي دمرت فيها هذه الأرواح، تكونت ربوة عالية, وفيما بعد توّج (الإمبراطور أكبر) الربوة بقلعة لا تزال أطلالها تشي بما كانت عليه من جمال أخاذ, وعلى مرّ الأعوام أقيم على جانبي الطريق العديد من المعابد الهندوسية، لعل أشهرها معبد شاريكا ديفى، وإلى جانب هذه المعابد، توجد المزارات الإسلامية ومعابد السيخ في صورة واضحة للعلمانية.
وتدب الحياة في الربوة عندما تزهر أشجار اللوز في بداية فصل الربيع، وفي هذا الوقت من العام تتدفق جموع الكشميريين إلى هذه الربوة, حاملين معهم السخانات التي يعدون عليها الشاي الكشميري تحت ظلال الأشجار.
وعلى قمة شانكاراتشاريا، يرتفع معبد شيفا الأسطوري الذي يعد أحد الأبنية المبهرة التي تعرف بها كشمير، ويعد من أوائل المعابد التي بنيت في كشمير، كما أنه نموذج رائع للعمارة الهندوسية في العصور الوسطى.
وهناك أيضا مسجد شاه حمدان، أحد أقدم المساجد في شرينجار، والذي يمتاز بما يزين جدرانه وسقفه من مشغولات جميلة من الورق الملوك، والمشغولات الخشبية المبهرة.
ولعل أول ما يلفت النظر داخل المدينة آلاف الحرفيين الذين يعملون في جماعات أو بمفردهم, وتزخر المدينة بمحال المشغولات اليدوية, وفيها أيضًا السوق الحكومي المركزي للمشغولات اليدوية، ومركز المعارض والعديد من المراكز الفنية الحكومية، والبازار الكبير الذي يضم العديد من المحال الخاصة على ضفاف بحيرة دال.
وبحيرة دال هي مجرى مائي رائع الجمال مياهها زرقاء تميل إلى الفضي، والقوارب فيها ذات ألوان زاهية، وتعد قلب شرينجار النابض، حيث يجلس البائعون في القوارب المنتشرة على جانبي البحيرة يبيعون كل أنواع المنتجات، وحول البحيرة حدائق المغول المدرجة المعروفة بجمال زهورها وألوانها البديعة، ومن بينها حدائق شاليمار، ونيشات وتشاشا ماشاهى، والتي تشهد بعظمة أباطرة المغول.
وتتميز حدائق المغول على وجه الخصوص بأشجار التشينار السامقة، التي توجد في مجموعات كبيرة، وكانت تزرع وقت حكم المغول بصورة دائمة في الوادي؛ لذا كان من الطبيعي أن تكون ورقة هذه الشجرة هي الأساس المتكرر في المشغولات اليدوية الكشميرية.
أما زهور اللوتس التي تزين بحيرة دال وغيرها من المسطحات المائية في كشمير، فهي إحدى الأزهار ذات المغزى الديني والفني؛ فهي زهرة مقدسة لدى الهندوس؛ أما بالنسبة لمغزاها الفني، فجمالها الطبيعي يجعلها الملهمة المفضلة لدى صانعي المشغولات اليدوية.
ومن بين حدائق المغول تبرز حديقة شاليمار التي توصف بأنها خلاصة إبداع الأباطرة المغول، بممراتها الجميلة والأجنحة الرخامية والخزانات، وقد عاشت المشغولات المستخدم فيها الورق الملوك على أسقف الجناح الرئيسي للحديقة لما يقرب من (400 عام)، ويعود بناء حديقة شاليمار إلى الإمبراطور جهانجير.
أما حديقة نيشات حديقة المتعة، فترتفع فوق بحيرة دال، أمام خلفية جميلة من المرتفعات والجبال, ويضاعف من جمالها المدرجات الرائعة للزهور ذات الأنواع والأشكال المختلفة.
وفي حديقة تشاشا ماشاهى، يوجد ينبوع سميت الحديقة باسمه، الذي يعني الينبوع الملكي, وتستخدم مياه هذا الينبوع في علاج بعض الأمراض, مما يضيف لقيمته الجمالية قيمة صحية, وقد تم مؤخرا توسيع هذه الحديقة.
وفي مواجهة حديقة نيشات غرب بحيرة دال توجد حديقة نسيم, أي: حديقة النسائم العليلة, التي وضع أساسها الإمبراطور المغولي العظيم (أكبر) في جرف من أشجار التشينار، وإذا كانت حدائق المغول من أجمل ما يميز مدينة شرينجار, فإن بناء الحدائق لم يقتصر على فترة المغول فقط، ولكن هناك بعض من أجمل الحدائق التي تم بناؤها بعد ذلك، مثل حديقة جواهر لال نهرو التذكارية، الواقعة بالقرب من حديقة تشاشا ماشاهى، بجوار عدد من الحدائق الصغيرة في مناطق مختلفة.
وقبل الوصول إلى مسجد حظرة بال، توجد بحيرة ناجين الهادئة الصافية، وهي جنة لهواة الألعاب المائية, تحيط بها حديقة من أشجار التشينار، وعلى بعد كيلومترات من بحيرة نسيم توجد (بحيرة ماناسبال) التي تطفو فوقها أزهار اللوتس خلال فصل الصيف, وهي معروفة بجمالها الأخاذ والطيور النادرة التي تحوم حولها.
هناك أيضًا بحيرة وولار، أكبر بحيرات المياه العذبة في كشمير التي تبلغ مساحتها 826 مترًا، وتحيط بها المرتفعات من كل ناحية، وتصب فيها ثلاثة مجاري مائية.
ومن البحيرات الأخرى التي تشتهر بها كشمير, هناك بحيرات أباروال، وكونسرناج, وجانجا بال، وفيجانار، وكريشنار، وتارسار, ومارسال، وتوليان، وشيشناج، ومن بين ينابيع الماء الأخرى التي تشتهر بها كشمير، هناك ينبوع (فريناج)، الذي بنى ملوك المغول بجواره جناحا عظيما يحيط بمصدر نهر الجهيلم.
وهناك أيضًا ينبوع أتشاها بال الواقع تحت سفح ربوة عالية تبعد (56) كلم عن (شرينجار)، وتظلل هذا المكان أشجار حدائق المغول التي تم تصميمها عام (1620م)، ولا يقل عنه ينبوع كوكرناج جمالاً؛ إذ تتفرع منه مجاري مائية متعددة في صورة رائعة الجمال.
أما منطقة أنانتناج ففيها عدد من الينابيع، وبالقرب منها تقع ماتان، وبها ينبوع مقدس بني بجواره معبد إله الشمس، وإلى جوارها (بهالجام) وقد أطلق عليها اسم المجرى المائي الذي يتدفق إليها، وتبعد (69) كلم عن شرينجار.
ومن أجمل المناطق في (كشمير) (جولمارج), أي: مرج الزهور، الواقع وسط المرتفعات الجبلية على ارتفاع (2653) مترًا، ويعرف هذا المكان كمزار للسائحين، وبه أيضًا ملاعب دولية للجولف، وعلى بعد كيلومترات منه يوجد (مزار بابا ريشى) الشهير الذي يعرف بعمارته ذات الطراز القديم.
وتمتدُّ (كشمير) على ارتفاع يتراوح بين (2000 - 6000) متر فوق سطح البحر، وتقسم طبيعيًّا كما يلي:
- يتشكّل قلب المنطقة من وادي كشمير الطويل, الذي يمتد بعيدًا نحو الشمال من وادي الأندوس.
- إلى الشرق, تقع كراكوروم المتاخمة للصين مع قمّة الجبل المعروفة بقمّة K2.
- وفي الطرف الشرقي, تقع هضاب مجلّدة أكساي شين المرتفعة, في جبال لاداك.
- يبلغ عدد سكان كشمير في الوقت الراهن (10 ملايين) نسمة, وهم يعيشون في الأودية وادي كشمير, وجامو, ومنطقة بونش ومدينة سريناغار, ويعتنق (77%) منهم الدين الإسلامي.
وكشمير منطقة زراعيّة ينبت فيها القمح والذرة والأرزّ, وفيها أيضًا مصانع كيميائيّة, وأخرى لإنتاج الورق, وصناعات زراعيّة - غذائيّة, وأخرى لإنتاج السجّاد ومشاغل للفضّة, ولقد شهدت السياحة حركة ناشطة في الثمانينيات, إلاَّ أنَّ الوضع السياسي غير المستقرّ ما لبث أن حدَّ من تدفُّق السيّاح والمستثمرين.
التعليقات
إرسال تعليقك